علي بن أبي طالب
+2
ahmed.sizzer
body77
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
علي بن أبي طالب
هو أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي (13 رجب 23 ق.هـ/17 مارس 599م - 21 رمضان 40 هـ/ 28 فبراير 661م)، ابن عم محمد بن عبد الله نبي الإسلام، من آل بيته، وأحد أصحابه. وهو أول الأئمة عند الشيعة ورابع الخلفاء الراشدين لدى أهل السنة.
أبوه أبو طالب بن عبد المطلب أحد سادات قريش، وأمه فاطمة بنت أسد الهاشمية. ولد في مكة، وتربى في بيت محمد، وأسلم قبل الهجرة النبوية، حيث يعده المسلمون ثاني أو ثالث من آمن بمحمد. هاجر إلى المدينة المنورة وتزوج بفاطمة بنت محمد. بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر حتى قتل على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661م.
مكانته
يجمع المسلمون بمختلف طوائفهم على أن علي بن أبي طالب هو أحد أهم الأعلام الإسلامية. وله مكانة عظيمة عند المسلمين؛ وإن اختلفت تلك المكانة باختلاف الطائفة، فتعتبره الشيعة الإمام والخليفة الشرعي للمسلمين ويسمونه بالوصيّ، ويعتقدون أن حادثة الغدير وغيرها من الأحاديث نبوية والآيات قرآنية دليل على شرعيته بالنص من النبي،[1] ويؤمن السبئية وبعض الفرق الأخرى بألوهيته [2]، بينما يذهب أهل السنة والجماعة إلى أن علي أحد الصحابة ومن أهل بيت النبي ورابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولا يعتقدون بوصايته، لكنه أحد عظماء الإسلام عندهم،[3] وينفرد الخوارج برأي مخالف لجميع المسلمين حيث يعتقدون بفسقه حين قبل بوثيقة التحكيم التي عرضها عليه معاوية بن أبي سفيان، وخلع نفسه من إمارة المؤمنين وساوى نفسه بمعاوية وهو وال من ولاة الدولة، ويعتقدون أن الحكمين حكما برأيهما ولم يحكما بحكم الله الذي يقضي بتأييد حق علي في الخلافة ووفقاً لعقيدتهم فإن كل من يرتكب إثماً فهو كافر [4]، وقد قتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم. كما ظهرت بين المسلمين في القرون الأولى جماعات أخرى تقلل من شأن علي أو تفسقه أطلق عليها اسم النواصب اندثرت مع الزمن.
يرى أهل السنة والجماعة أن منظورهم تجاه علي يعد وسطاً بين الخوارج والنواصب من جهة وفرق الشيعة المختلفة من جهة أخرى، فهم لا يفسقونه ولا يغالون فيه فيما يرونه مطابقاً لحديث محمد الذي قال فيه «خير الأمور أوسطها» [5] فيطلقوا على أنفسهم كذلك أهل الوسط. بينما يرى الشيعة أن هذا إبخاساً لحقه ومكانته كإمام منصب بأمر إلهي، وترتبط غالبية المناسبات الشيعية بما حدث لعلي وأهل بيته من أفراح وأحزان. ويعود أصل تسمية الشيعة لتشيعهم لعلي بن أبي طالب. [6]
من النقاط الخلافية أيضاً المتعلقة بعلي مسألة أهل البيت، حيث أن أهل السنة يعتبرون مفهوم أهل البيت مفهوم واسع ويشمل أزواج النبي وبناته وأقاربه من بنو هاشم وكل من حرمت عليهم الصدقة، بينما يرى الشيعة أن بعض الأحاديث النبوية مثل "حديث المباهلة" و"حديث الكساء" حصرت مفهوم آل البيت في أشخاص محددين هم محمد وعلي بن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت محمد وولديهما الحسن والحسين، ومن بعدهم الأئمة من ذريتهما، وترجع أهمية تحديد آل البيت عند الشيعة إلى الاعتقاد بعصمتهم و أحقيتهم في الإمامة والخلافة والخمس وغيرها.
وبالنسبة للباحثين من غير المسلمين فقد أثنى عليه بعضهم مثل إدوارد جيبون في كتابه الشهير "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية" والسير ويليام موير [7] [8]، والبعض الآخر لديه رؤى سلبية تجاه علي مثل هنري لامينز.
حياته في مكة
ميلاده ونشأته
علي بن أبي طالب
مناصبه: تولى منصب قاضي على اليمن بين 8هـ-9هـ
مدة حُكمه: 35 هـ - 40 هـ الموافق 656م - 661م
تاريخ الميلاد: 13 رجب 23 ق.هـ/17 مارس 599م في مكة
تاريخ وفاته: 21 رمضان سنة 40 هـ [10]
مدفنه: في النجف الأشرف بالعراق
سبقه : عثمان بن عفان
خلفه : الحسن بن علي
ولد في مكة في 17 مارس 599م لبني هاشم بطن من قريش وأبوه هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسئول عن السقاية فيها، ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وقيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي. [11]
تواترت الأخبار أن علي بن أبي طالب ولد داخل الكعبة، حيث يؤكد الشيعة أنه المولود الوحيد داخل الكعبة كتكريم إلهي لعلي انفرد به وحده لبيان مكانته العظيمة. وذكر ذلك في بعض المصادر السنية منها المستدرك للحاكم فجاء فيه: «تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة» [12]، وذُكر هذا أيضا في مواضع أخرى من كتب السنة والشيعة [13] [14] [15] [16] [17] [18]، مع ذلك فإن الحدث غير مؤكد عند أهل السنة، في حين ثبت مولد الصحابي حكيم بن حزام في جوف الكعبة حسب رواياتهم، أي أن علي بن أبي طالب لا ينفرد بهذا إن كان ميلاده في الكعبة صحيحاً [19].
حين كان علي ما بين الخامسة والسادسة من عمره مرت بمكة سنين عسرة وضيق أثرت على الأحوال الإقتصادية في مكة وما حولها، وكان لأبي طالب ثلاثة أبناء هم علي وعقيل وجعفر، فذهب إليه النبي محمد وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولداً من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفاً للعبئ عليه، فأخذ العباس جعفر وأخذ النبي محمد علياً فتربى في بيته وكان ملازماً له أينما ذهب.
إسلامه
أسلم وهو صغير، بعد أن عرض محمد الإسلام على أقاربه من بني هاشم تنفيذاً لما جاء في القرآن [23]، فكما ورد في بعض المصادر الشيعية فإن محمد جمع أهله وأقاربه على وليمة وعرض عليهم الإسلام وقال أن من سيقبل سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا علي، سمي هذا الحديث "حديث يوم الدار" أو "إنذار يوم الدار"، وورد كذلك هذا الحديث في مسند أحمد برواية مختلفة [24]. وبهذا أصبح علي أول من أسلم من الصبيان، وقيل أنه أول الناس إسلاماً بعد خديجة زوجة الرسول وإن تضاربت الروايات حول هذا، فالبعض من أهل السنة يعتبرون أبا بكر الصديق هو أول الناس إسلاماً بعد خديجة [11]، وعلي هو أول من صلى مع محمد بالإضافة لزوجته خديجة [25]، وكان قبل الإسلام حنيفاً ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته، ولهذا يقول بعض المسلمون "كرم الله وجهه" بعد ذكر اسمه، وقيل لأنه لم ينظر لعورة أحد قط [26]. بقي علي مع محمد حتى هاجر، وقاسى معه اضطهاد قريش له، ومقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب. ولم يهاجر علي إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح محمد لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك.
ليلة الهجرة النبوية
بات علي بن أبي طالب في فراش محمد ليلة الهجرة، وتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطي على عملية هجرة النبي، وأحبط مؤامرة وثنيوا قريش بقتل محمد، وبهذا يعتبر أول فدائي في الإسلام، ويروى بعض المفسرين الشيعة في تفسير الآية القرآنية: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله» أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين نام في فراش الرسول [27] [28]. وكان محمداً قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد، وكانوا في مكة يعلمون أن علياً يتبع محمداً في كل مكان، لهذا فإن بقاءه في مكة جعل الناس يشكون في هجرته النبي نظراً لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ علياً معه، وبقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى أمره محمد بالهجرة للمدينة.
حياته في المدينة
هاجر إلى المدينة وهو ما بين 22 و 23 من عمره، قيل ماشياً حتى تورمت قدماه ونزف منهما الدم [30] [10]، وقيل معه ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب أو ما سمي بركب الفواطم [29]، وحين آخى النبي بين المهاجرين والأنصار، اختاره محمد ليكون أخاه. زوجه محمد ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة. شهد بيعة الرضوان والكثير من المشاهد مع الرسول محمد، وشهد جميع المعارك معه إلا معركة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "، وسلم له الراية في الكثير من المعارك [11] [30].
في معركة بدر، هزم علي البطل الأموي الوليد بن عتبة، وقتل فيها ما يزيد عن 20 من الوثنيين [31]. وفي معركة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد أقوى فرسان العرب وفي معركة خيبر، هزم بطل اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود أعطى الرسول الراية لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين. [32]، وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعاً له لشدة قوته في القتال.
كان علياً أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة محمد، وكان محمد يثق به ثقة كبيرة فكان يجعله يحمل الرسائل ويرسله لدعوة القبائل للإسلام، وأمره محمد بكسر الأصنام التي حول الكعبة [33]. ولاه محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له [34]، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد
بعد وفاة محمد
بعد وفاة النبي محمد قام علي بتغسيل وتجهيز جثمانه للدفن وكان معه العباس وعمر بن الخطاب وأبو بكر، وفي هذة الأثناء اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة للمسلمين، وحين سمع أبو بكر وعمر بهذا توجها إلى السقيفة وأكدوا على أحقية المهاجرين بالخلافة كما تقول المصادر السنية ودار جدال بينهم، يروى أيضاً أن علياً حين سمع بترشيح الأنصار للخلافة أنه قال: «لو كانت الإمامة منهم لما كانت الوصية فيهم» يقصد وصية محمد في الأنصار قبل وفاته. تم الاتفاق في النهاية على مبايعة أبو بكر بالخلافة أبا بكر ليكون خليفة النبي [36] [37]، يروى أن علياً كان مقتنعاً بأحقيته في الخلافة، وأنه كان يعتقد أن المسلمين سيختاروه في السقيفة [37] ، ولكن المصادر السنية تقول أنه تقبل الأمر ورضي بخلافة أبو بكر [38]، بينما يؤكد الشيعة والقرآنيون وغيرهم روايات من كتب مؤرخي السنة أنفسهم تقول أنه بايع كارها وتنفي بعضها مبايعته لأبو بكر [36]، كما يعتبر علماء الشيعة الكثير من الصحابة مرتدين وخارجين عن الإسلام لرفضهم إمامة علي وتخاذلهم عن نصرته باستثناء القليل منهم يتراوح عددهم ما بين 3 إلى 11 صحابي، بالإضافة لغالبية بنو هاشم. وتروي المصادر الشيعية أيضاً أن علي بن أبي طالب مكث في بيته حتى جمع القرآن [39]، والتزم التقية طوال فترة حكم الخلفاء الراشدين، كما أنه اعتزل العمل السياسي وتفرغ لخدمة أهله وزراعة الحدائق والبساتين وحفر الآبار التي تعرف حالياً بآبار علي. بينما تؤكد مصادر أخرى علي بن أبي طالب احتفظ بدور كبير خلال عهود الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، وكانوا يستشيروه في الكثير من الأمور. [3]
[تحرير] في عهد أبو بكر
بعد أن شيع أبو بكر الصديق جيش أسامة بن زيد جعل كبار الصحابة على منافذ المدينة - ومنهم علي بن أبي طالب - لحماية المدينة من أي اعتداء، كما استشاره أبو بكر قبل أن يحارب المرتدين وأيضاً قبل المضي في غزو الروم وغيرها من الأمور الدينية والدنيوية. [38] تنكر بعض المصادر الشيعية مشاركته في حروب الردة، لكنه شارك في تشييع جنازة أبي بكر.
جدير بالذكر أن علي بن أبي طالب كان في صف زوجته فاطمة في مطالبتها بميراث أبيها، حيث اعتبرا أرض فدك من حق فاطمة كميراث شرعي [40] [41]، بينما تمسك أبو بكر ومعه عمر بن الخطاب بأن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة ويستشهدون بحديث الرسول :«لا نورث ، ما تركنا صدقة» [42].
طالع أيضا : الخلاف حول ميراث فاطمة.
[تحرير] في عهد عمر بن الخطاب
كان يستشيره عمر في كثير من القضايا والأمور الفقهية، ويعمل بما يقول علي بن أبي طالب، ومما ينسب إلى عمر بن الخطاب قوله: «لولا علي لهلك عمر». تزوج عمر أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب [43]. وعندما غاب عن المدينة لاستلام مدينة بيت المقدس من الروم، عيّن عليّاً نائباً عنه على المدينة. [44] وحين كان يحتضر رشح ستة للخلافة من بعده منهم علي بن أبي طالب. [37]
[تحرير] في عهد عثمان بن عفان
تمت التصفية بين المرشحين الستة الذين رشحهم عمر قبل وفاته، وتم التوصل للمرشحين النهائيين وهما عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، فتم اختيار عثمان في النهاية وقام علي بن أبي طالب بمبايعته وسائر المسلمين.
احتفظ علي بن أبي طالب بمكانته الدينية والإجتماعية في عهد عثمان، وعندما وقعت الفتنة طلب منه عثمان بن عفان أن يخرج للثوار فيقنعهم بالرجوع ففعل، ورحلوا لكنهم عادوا فيما بعد وقتلوه، وحين حوصر عثمان في بيته أرسل علي بن أبي طالب ولديه الحسن والحسين لمنع الثوار من الدخول إلى بيته. ووبخهما حين قتلوه معتقداً أنهما تخاذلا في الدفاع عنه وفقاً للروايات السنية [37]، بينما مصادر الشيعة تفسر هذا بشكل مختلف، حيث أن علي لم يكن يريد للعامة التطاول على الخليفة فتصبح سنة للمسلمين كلما اختلفوا مع خليفة قتلوه، وينكر بعضها إرسالة لولديه لحراسة عثمان، فالعلاقة بين عثمان وعلي تعتبر نقطة خلافية بين مؤرخي السنة والشيعة.
خلافته
لما قتل عثمان يوم الجمعة 18 ذي الحجة، 35 هـ بويع علي بن أبي طالب بالمدينة المنورة في اليوم التالي لقتل عثمان بالخلافة فبايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة وأيدهم الثوار على ذلك، ويقال إنه كان كارهاً للخلافة في البداية إلا أنه قبل خشية حدوث شقاق بين المسلمين. [45]
و هكذا استلم علي الحكم بعد عثمان بن عفان. كان من أول قراراته عزل ولاة الدولة السابقين وتعيين ولاة آخرين يثق بهم. وتخللت فترة حكمه الفتن والمعارك التي أثرت كثيرا في مستقبل تاريخ العالم الإسلامي كمعركة الجمل ضد طلحة والزبير ومعهما عائشة بنت أبي بكر الذين طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان ومعركة صفين ضد معاوية بن أبي سفيان الذي طالب كذلك بدم عثمان، وإن كان بعض المؤرخين يرجعون ذلك لأغراض سياسية ولتعارض المصالح [46]، ولقرار علي بعزل معاوية. ومعركة النهروان ضد الخوارج الذين خرجوا عنه ورفضوا التحكيم، وقد نقل علي عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة بعد معركة الجمل نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط أراضي الدولة الإسلامية آن ذاك [47]. ولكن فترة حكمه أيضاً اتصفت بالكثير من المنجزات المدنية والحضارية منها تنظيم الشرطة وإنشاء مراكز متخصصة لخدمة العامة كدار المظالم ومربد الضوال وبناء السجون [48]، كما ازدهرت الكوفة في عهده وبنيت بها مدارس الفقه والنحو وقد أمر الإمام علي بن أبي طالب أبا الأسود الدؤلي بتشكيل حروف القرآن لأول مرة [49]، ويعتقد بعض الباحثين أنه أول من سك الدرهم الإسلامي الخالص [50] مخالفين بهذا المصادر التاريخية الأخرى التي تقول أن عبد الملك بن مروان هو أول من ضرب الدراهم. [51]
في عهده أيضاً نشط عبد الله بن سبأ وأتباعه الذين عرفوا بالسبئية والتي يعتقد البعض أنهم أصل حركة التشيع، والبعض الآخر يقول أنهم أول من قال بتأليه أئمة الشيعة، وآخرون يشككون في وجود السبئية من الأساس. لما علم علي بن أبي طالب بقولهم بتأليهة جمعهم وأحرقهم ولم يبقى منهم إلا القليل.
أبوه أبو طالب بن عبد المطلب أحد سادات قريش، وأمه فاطمة بنت أسد الهاشمية. ولد في مكة، وتربى في بيت محمد، وأسلم قبل الهجرة النبوية، حيث يعده المسلمون ثاني أو ثالث من آمن بمحمد. هاجر إلى المدينة المنورة وتزوج بفاطمة بنت محمد. بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر حتى قتل على يد عبد الرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40 هـ 661م.
مكانته
يجمع المسلمون بمختلف طوائفهم على أن علي بن أبي طالب هو أحد أهم الأعلام الإسلامية. وله مكانة عظيمة عند المسلمين؛ وإن اختلفت تلك المكانة باختلاف الطائفة، فتعتبره الشيعة الإمام والخليفة الشرعي للمسلمين ويسمونه بالوصيّ، ويعتقدون أن حادثة الغدير وغيرها من الأحاديث نبوية والآيات قرآنية دليل على شرعيته بالنص من النبي،[1] ويؤمن السبئية وبعض الفرق الأخرى بألوهيته [2]، بينما يذهب أهل السنة والجماعة إلى أن علي أحد الصحابة ومن أهل بيت النبي ورابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ولا يعتقدون بوصايته، لكنه أحد عظماء الإسلام عندهم،[3] وينفرد الخوارج برأي مخالف لجميع المسلمين حيث يعتقدون بفسقه حين قبل بوثيقة التحكيم التي عرضها عليه معاوية بن أبي سفيان، وخلع نفسه من إمارة المؤمنين وساوى نفسه بمعاوية وهو وال من ولاة الدولة، ويعتقدون أن الحكمين حكما برأيهما ولم يحكما بحكم الله الذي يقضي بتأييد حق علي في الخلافة ووفقاً لعقيدتهم فإن كل من يرتكب إثماً فهو كافر [4]، وقد قتله الخارجي عبد الرحمن بن ملجم. كما ظهرت بين المسلمين في القرون الأولى جماعات أخرى تقلل من شأن علي أو تفسقه أطلق عليها اسم النواصب اندثرت مع الزمن.
يرى أهل السنة والجماعة أن منظورهم تجاه علي يعد وسطاً بين الخوارج والنواصب من جهة وفرق الشيعة المختلفة من جهة أخرى، فهم لا يفسقونه ولا يغالون فيه فيما يرونه مطابقاً لحديث محمد الذي قال فيه «خير الأمور أوسطها» [5] فيطلقوا على أنفسهم كذلك أهل الوسط. بينما يرى الشيعة أن هذا إبخاساً لحقه ومكانته كإمام منصب بأمر إلهي، وترتبط غالبية المناسبات الشيعية بما حدث لعلي وأهل بيته من أفراح وأحزان. ويعود أصل تسمية الشيعة لتشيعهم لعلي بن أبي طالب. [6]
من النقاط الخلافية أيضاً المتعلقة بعلي مسألة أهل البيت، حيث أن أهل السنة يعتبرون مفهوم أهل البيت مفهوم واسع ويشمل أزواج النبي وبناته وأقاربه من بنو هاشم وكل من حرمت عليهم الصدقة، بينما يرى الشيعة أن بعض الأحاديث النبوية مثل "حديث المباهلة" و"حديث الكساء" حصرت مفهوم آل البيت في أشخاص محددين هم محمد وعلي بن أبي طالب وزوجته فاطمة بنت محمد وولديهما الحسن والحسين، ومن بعدهم الأئمة من ذريتهما، وترجع أهمية تحديد آل البيت عند الشيعة إلى الاعتقاد بعصمتهم و أحقيتهم في الإمامة والخلافة والخمس وغيرها.
وبالنسبة للباحثين من غير المسلمين فقد أثنى عليه بعضهم مثل إدوارد جيبون في كتابه الشهير "تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية" والسير ويليام موير [7] [8]، والبعض الآخر لديه رؤى سلبية تجاه علي مثل هنري لامينز.
حياته في مكة
ميلاده ونشأته
علي بن أبي طالب
مناصبه: تولى منصب قاضي على اليمن بين 8هـ-9هـ
مدة حُكمه: 35 هـ - 40 هـ الموافق 656م - 661م
تاريخ الميلاد: 13 رجب 23 ق.هـ/17 مارس 599م في مكة
تاريخ وفاته: 21 رمضان سنة 40 هـ [10]
مدفنه: في النجف الأشرف بالعراق
سبقه : عثمان بن عفان
خلفه : الحسن بن علي
ولد في مكة في 17 مارس 599م لبني هاشم بطن من قريش وأبوه هو أبو طالب بن عبد المطلب بن هاشم أحد سادات قريش والمسئول عن السقاية فيها، ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم أحد أنبياء الإسلام. وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وقيل أنها أول هاشمية تلد لهاشمي. [11]
تواترت الأخبار أن علي بن أبي طالب ولد داخل الكعبة، حيث يؤكد الشيعة أنه المولود الوحيد داخل الكعبة كتكريم إلهي لعلي انفرد به وحده لبيان مكانته العظيمة. وذكر ذلك في بعض المصادر السنية منها المستدرك للحاكم فجاء فيه: «تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه في جوف الكعبة» [12]، وذُكر هذا أيضا في مواضع أخرى من كتب السنة والشيعة [13] [14] [15] [16] [17] [18]، مع ذلك فإن الحدث غير مؤكد عند أهل السنة، في حين ثبت مولد الصحابي حكيم بن حزام في جوف الكعبة حسب رواياتهم، أي أن علي بن أبي طالب لا ينفرد بهذا إن كان ميلاده في الكعبة صحيحاً [19].
حين كان علي ما بين الخامسة والسادسة من عمره مرت بمكة سنين عسرة وضيق أثرت على الأحوال الإقتصادية في مكة وما حولها، وكان لأبي طالب ثلاثة أبناء هم علي وعقيل وجعفر، فذهب إليه النبي محمد وعمه العباس بن عبد المطلب وعرضا عليه أن يأخذ كل منهما ولداً من أبنائه يربيه ويكفله تخفيفاً للعبئ عليه، فأخذ العباس جعفر وأخذ النبي محمد علياً فتربى في بيته وكان ملازماً له أينما ذهب.
إسلامه
أسلم وهو صغير، بعد أن عرض محمد الإسلام على أقاربه من بني هاشم تنفيذاً لما جاء في القرآن [23]، فكما ورد في بعض المصادر الشيعية فإن محمد جمع أهله وأقاربه على وليمة وعرض عليهم الإسلام وقال أن من سيقبل سيكون وليه ووصيه وخليفته من بعده، فلم يجبه أحد إلا علي، سمي هذا الحديث "حديث يوم الدار" أو "إنذار يوم الدار"، وورد كذلك هذا الحديث في مسند أحمد برواية مختلفة [24]. وبهذا أصبح علي أول من أسلم من الصبيان، وقيل أنه أول الناس إسلاماً بعد خديجة زوجة الرسول وإن تضاربت الروايات حول هذا، فالبعض من أهل السنة يعتبرون أبا بكر الصديق هو أول الناس إسلاماً بعد خديجة [11]، وعلي هو أول من صلى مع محمد بالإضافة لزوجته خديجة [25]، وكان قبل الإسلام حنيفاً ولم يسجد لصنم قط طيلة حياته، ولهذا يقول بعض المسلمون "كرم الله وجهه" بعد ذكر اسمه، وقيل لأنه لم ينظر لعورة أحد قط [26]. بقي علي مع محمد حتى هاجر، وقاسى معه اضطهاد قريش له، ومقاطعة قريش لبني هاشم وحصارهم في شعب أبي طالب. ولم يهاجر علي إلى الحبشة في الهجرة الأولى حين سمح محمد لبعض من آمن به بالهجرة إلى هناك.
ليلة الهجرة النبوية
بات علي بن أبي طالب في فراش محمد ليلة الهجرة، وتغطى ببرده الأخضر ليظن الناس أن النائم هو محمد وبهذا غطي على عملية هجرة النبي، وأحبط مؤامرة وثنيوا قريش بقتل محمد، وبهذا يعتبر أول فدائي في الإسلام، ويروى بعض المفسرين الشيعة في تفسير الآية القرآنية: «ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله» أنها نزلت في علي بن أبي طالب حين نام في فراش الرسول [27] [28]. وكان محمداً قد أمره أن يؤدي الأمانات إلى أهلها ففعل، حيث كان أهل قريش يضعون أماناتهم عند محمد، وكانوا في مكة يعلمون أن علياً يتبع محمداً في كل مكان، لهذا فإن بقاءه في مكة جعل الناس يشكون في هجرته النبي نظراً لاعتقادهم بأنه لو هاجر لأخذ علياً معه، وبقي علي في مكة ثلاثة أيام حتى أمره محمد بالهجرة للمدينة.
حياته في المدينة
هاجر إلى المدينة وهو ما بين 22 و 23 من عمره، قيل ماشياً حتى تورمت قدماه ونزف منهما الدم [30] [10]، وقيل معه ركب من النساء هم أمه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب أو ما سمي بركب الفواطم [29]، وحين آخى النبي بين المهاجرين والأنصار، اختاره محمد ليكون أخاه. زوجه محمد ابنته فاطمة في السنة الثانية من الهجرة. شهد بيعة الرضوان والكثير من المشاهد مع الرسول محمد، وشهد جميع المعارك معه إلا معركة تبوك خلفه فيها على المدينة وعلى عياله بعده وقال له: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي "، وسلم له الراية في الكثير من المعارك [11] [30].
في معركة بدر، هزم علي البطل الأموي الوليد بن عتبة، وقتل فيها ما يزيد عن 20 من الوثنيين [31]. وفي معركة الأحزاب قتل عمرو بن ود العامري أحد أقوى فرسان العرب وفي معركة خيبر، هزم بطل اليهود مرحب، وبعد أن عجز جيش المسلمين مرتين عن اقتحام حصن اليهود أعطى الرسول الراية لعلي ليقود الجيش، وفتح الحصن وتحقق النصر للمسلمين. [32]، وقيل إنه اقتحم حصن خيبر متخذاّ الباب درعاً له لشدة قوته في القتال.
كان علياً أحد كتاب القرآن أو كتاب الوحي الذين يدونون القرآن في حياة محمد، وكان محمد يثق به ثقة كبيرة فكان يجعله يحمل الرسائل ويرسله لدعوة القبائل للإسلام، وأمره محمد بكسر الأصنام التي حول الكعبة [33]. ولاه محمد قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة في القضاء، فنصحه ودعا له [34]، ثم أرسله إلى هناك سنة 8 هـ ومكث به عام واحد
بعد وفاة محمد
بعد وفاة النبي محمد قام علي بتغسيل وتجهيز جثمانه للدفن وكان معه العباس وعمر بن الخطاب وأبو بكر، وفي هذة الأثناء اجتمع الأنصار في سقيفة بني ساعدة ورشحوا سعد بن عبادة ليكون خليفة للمسلمين، وحين سمع أبو بكر وعمر بهذا توجها إلى السقيفة وأكدوا على أحقية المهاجرين بالخلافة كما تقول المصادر السنية ودار جدال بينهم، يروى أيضاً أن علياً حين سمع بترشيح الأنصار للخلافة أنه قال: «لو كانت الإمامة منهم لما كانت الوصية فيهم» يقصد وصية محمد في الأنصار قبل وفاته. تم الاتفاق في النهاية على مبايعة أبو بكر بالخلافة أبا بكر ليكون خليفة النبي [36] [37]، يروى أن علياً كان مقتنعاً بأحقيته في الخلافة، وأنه كان يعتقد أن المسلمين سيختاروه في السقيفة [37] ، ولكن المصادر السنية تقول أنه تقبل الأمر ورضي بخلافة أبو بكر [38]، بينما يؤكد الشيعة والقرآنيون وغيرهم روايات من كتب مؤرخي السنة أنفسهم تقول أنه بايع كارها وتنفي بعضها مبايعته لأبو بكر [36]، كما يعتبر علماء الشيعة الكثير من الصحابة مرتدين وخارجين عن الإسلام لرفضهم إمامة علي وتخاذلهم عن نصرته باستثناء القليل منهم يتراوح عددهم ما بين 3 إلى 11 صحابي، بالإضافة لغالبية بنو هاشم. وتروي المصادر الشيعية أيضاً أن علي بن أبي طالب مكث في بيته حتى جمع القرآن [39]، والتزم التقية طوال فترة حكم الخلفاء الراشدين، كما أنه اعتزل العمل السياسي وتفرغ لخدمة أهله وزراعة الحدائق والبساتين وحفر الآبار التي تعرف حالياً بآبار علي. بينما تؤكد مصادر أخرى علي بن أبي طالب احتفظ بدور كبير خلال عهود الخلفاء الثلاثة الذين سبقوه، وكانوا يستشيروه في الكثير من الأمور. [3]
[تحرير] في عهد أبو بكر
بعد أن شيع أبو بكر الصديق جيش أسامة بن زيد جعل كبار الصحابة على منافذ المدينة - ومنهم علي بن أبي طالب - لحماية المدينة من أي اعتداء، كما استشاره أبو بكر قبل أن يحارب المرتدين وأيضاً قبل المضي في غزو الروم وغيرها من الأمور الدينية والدنيوية. [38] تنكر بعض المصادر الشيعية مشاركته في حروب الردة، لكنه شارك في تشييع جنازة أبي بكر.
جدير بالذكر أن علي بن أبي طالب كان في صف زوجته فاطمة في مطالبتها بميراث أبيها، حيث اعتبرا أرض فدك من حق فاطمة كميراث شرعي [40] [41]، بينما تمسك أبو بكر ومعه عمر بن الخطاب بأن الأنبياء لا يورثون وأن ما تركوه صدقة ويستشهدون بحديث الرسول :«لا نورث ، ما تركنا صدقة» [42].
طالع أيضا : الخلاف حول ميراث فاطمة.
[تحرير] في عهد عمر بن الخطاب
كان يستشيره عمر في كثير من القضايا والأمور الفقهية، ويعمل بما يقول علي بن أبي طالب، ومما ينسب إلى عمر بن الخطاب قوله: «لولا علي لهلك عمر». تزوج عمر أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب [43]. وعندما غاب عن المدينة لاستلام مدينة بيت المقدس من الروم، عيّن عليّاً نائباً عنه على المدينة. [44] وحين كان يحتضر رشح ستة للخلافة من بعده منهم علي بن أبي طالب. [37]
[تحرير] في عهد عثمان بن عفان
تمت التصفية بين المرشحين الستة الذين رشحهم عمر قبل وفاته، وتم التوصل للمرشحين النهائيين وهما عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، فتم اختيار عثمان في النهاية وقام علي بن أبي طالب بمبايعته وسائر المسلمين.
احتفظ علي بن أبي طالب بمكانته الدينية والإجتماعية في عهد عثمان، وعندما وقعت الفتنة طلب منه عثمان بن عفان أن يخرج للثوار فيقنعهم بالرجوع ففعل، ورحلوا لكنهم عادوا فيما بعد وقتلوه، وحين حوصر عثمان في بيته أرسل علي بن أبي طالب ولديه الحسن والحسين لمنع الثوار من الدخول إلى بيته. ووبخهما حين قتلوه معتقداً أنهما تخاذلا في الدفاع عنه وفقاً للروايات السنية [37]، بينما مصادر الشيعة تفسر هذا بشكل مختلف، حيث أن علي لم يكن يريد للعامة التطاول على الخليفة فتصبح سنة للمسلمين كلما اختلفوا مع خليفة قتلوه، وينكر بعضها إرسالة لولديه لحراسة عثمان، فالعلاقة بين عثمان وعلي تعتبر نقطة خلافية بين مؤرخي السنة والشيعة.
خلافته
لما قتل عثمان يوم الجمعة 18 ذي الحجة، 35 هـ بويع علي بن أبي طالب بالمدينة المنورة في اليوم التالي لقتل عثمان بالخلافة فبايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة وأيدهم الثوار على ذلك، ويقال إنه كان كارهاً للخلافة في البداية إلا أنه قبل خشية حدوث شقاق بين المسلمين. [45]
و هكذا استلم علي الحكم بعد عثمان بن عفان. كان من أول قراراته عزل ولاة الدولة السابقين وتعيين ولاة آخرين يثق بهم. وتخللت فترة حكمه الفتن والمعارك التي أثرت كثيرا في مستقبل تاريخ العالم الإسلامي كمعركة الجمل ضد طلحة والزبير ومعهما عائشة بنت أبي بكر الذين طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان ومعركة صفين ضد معاوية بن أبي سفيان الذي طالب كذلك بدم عثمان، وإن كان بعض المؤرخين يرجعون ذلك لأغراض سياسية ولتعارض المصالح [46]، ولقرار علي بعزل معاوية. ومعركة النهروان ضد الخوارج الذين خرجوا عنه ورفضوا التحكيم، وقد نقل علي عاصمة الخلافة من المدينة إلى الكوفة بعد معركة الجمل نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط أراضي الدولة الإسلامية آن ذاك [47]. ولكن فترة حكمه أيضاً اتصفت بالكثير من المنجزات المدنية والحضارية منها تنظيم الشرطة وإنشاء مراكز متخصصة لخدمة العامة كدار المظالم ومربد الضوال وبناء السجون [48]، كما ازدهرت الكوفة في عهده وبنيت بها مدارس الفقه والنحو وقد أمر الإمام علي بن أبي طالب أبا الأسود الدؤلي بتشكيل حروف القرآن لأول مرة [49]، ويعتقد بعض الباحثين أنه أول من سك الدرهم الإسلامي الخالص [50] مخالفين بهذا المصادر التاريخية الأخرى التي تقول أن عبد الملك بن مروان هو أول من ضرب الدراهم. [51]
في عهده أيضاً نشط عبد الله بن سبأ وأتباعه الذين عرفوا بالسبئية والتي يعتقد البعض أنهم أصل حركة التشيع، والبعض الآخر يقول أنهم أول من قال بتأليه أئمة الشيعة، وآخرون يشككون في وجود السبئية من الأساس. لما علم علي بن أبي طالب بقولهم بتأليهة جمعهم وأحرقهم ولم يبقى منهم إلا القليل.
رد: علي بن أبي طالب
تابع الموضوع
اغتياله
كان علي يؤم المسلمين بصلاة الفجر في مسجد الكوفة، وأثناء الصلاة ضربه عبدالرحمن بن ملجم [32] بسيف مسموم على رأسه، وينسب الشيعة إليه أنه قال: "فزت ورب الكعبة" [52]، وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان في الطريق إلى المسجد حين قتله بن ملجم [53] [54]، وظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديداً يوم 21 رمضان سنة 40 هـ [10]. وعبدالرحمن بن ملجم أحد الخوارج كان قد نقع سيفه بسم زعاف لتلك المهمة. ويُروى أن ابن ملجم كان اتفق مع اثنين من الخوارج على قتل كل من معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وعلي بن أبي طالب يوم 17 رمضان [45]، فنجح بن ملجم في قتل علي وفشل الآخران. [54] تولى الحسن والحسين غسل علي بن أبي طالب وتجهيزه ودفنه في النجف [53]. ولقب الشيعة علي بن أبي طالب بعدها بشهيد المحراب. [55]
ويعتقد بعض من المسلمين خاصة في أفغانستان أن جسد علي بن أبي طالب مدفون بالمسجد الأزرق بمدينة مزار شريف بأفغانستان؛ مستندين إلى روايات تقول أن أبو مسلم الخراساني قام بنقل جثمان علي سراً بمساعدة بعض فرسانه إلى تل حمران بقرية بلخ شمال أفغانستان، حتى جاء السلطان حسين بيقرة فبني المرقد الحالي في ذلك المكان عام 1480 حسب الروايات الأفغانية.
ألقابه
من ألقابه:
حيدرة: وتعني الأسد.
المرتضى
أمير المؤمنين: تعتبره بعض الروايات الشيعية أول من لقب بأمير المؤمنين[58], بينما تشير الروايات الأخرى أن عمر بن الخطاب أول من تسمى بأمير المؤمنين[59].
يعسوب المؤمنين، الصديق الاكبر، الفاروق الاعظم، باب مدينة العلم: كما ورد في بعض المصادر وإن كانت ضعيفة عند أهل السنة. [60]
وليد الكعبة: لما ذكر بأنه ولد داخل الكعبة.
شهيد المحراب: لأنه قتل اثناء الصلاة. [55]
ويكنى: [53]
أبو تراب
أبو السبطين
أبو الحسن
أبو الحسنين
أبو الريحانتين
زوجاته وأبنائه
تزوج علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء بنت النبي ولم يتزوج عليها في حياتها، جاء في بعض الروايات أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله -حسب الرواية- حيث توالى الصحابة على الرسول محمد لخطبتها إلا إنه ردهم جميعاً حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من علي [61]، ويروى لدى أهل السنة أن علياً نوى أن يخطب بنت أبي جهل، فغضبت فاطمة كثيراً وغضب لها أبوها ورفض أن تجتمع بنت عدو الإسلام مع بنت رسول الإسلام كما قال الرسول محمد، فتراجع علي عن الخطبة [62] . وبعد أن توفيت تزوج 8 نساء. وفيما يلي أسماء زوجاته وابنائه : [63] [53]
فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبدالله. أم:
الحسن بن علي
الحسين بن علي
المحسن بن علي يعتقد الشيعة أنه مات جنيناً بينما ينكر كثير من السنة وجوده التاريخي
زينب بنت علي
أم كلثوم بنت علي
أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية. أم:
العباس بن علي
عثمان
جعفر
عبدالله
قتلوا جميعًا بكربلاء.
ليلى بنت مسعود بن خالد التميمية.
أم أبي بكر -قتل في كربلاء- وعبيد الله -قتله المختار الثقفي-.
أسماء بنت عميس الخثعمية.
أم يحيى وعون.
أم حبيبة بنت زمعة بن بحر التغلبية.
أم عمر ورقية.
أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية.
أم رملة الكبرى وأم الحسن.
ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبية.
ولدت له علي ابنة واحدة ماتت صغيرة.
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع العَبْشَمِيّة (أي من بني عبد شمس من قريش)، وأمها زينب بنت النبي محمد.
أم محمد الأوسط.
خولة بنت جعفر بن قيس الحَنَفِيّة.
وكانت من سبايا حرب اليمامة. أنجبت له محمداً الأكبر وهو محمد بن الحنفية، سمي بذلك نسبة إلى أمه التي من قبيلة بني حنيفة.
كانت لعلي كثيرٌ من السرايا وقد مات وله ١٩ سَرِيّة.[64]
علمه
عُرف علي بن أبي طالب بعلمه الغزير سواء كانت علوم دينية أو دنيوية [65]. فقد عرف ببراعته في الرياضيات وسرعته في حل المسائل الحسابية [66], كما ذُكر له وصف الذرة [67]. وكان متمكناً من علوم اللغة كالنحو والبلاغة [68]، فكان معلم أبو الأسود الدؤلي[69]. وكان يحث الناس على سؤاله حرصاً منه على نشر العلم [70] [71], بل يروى ان حتى خادمته فضة كانت تعلم علم الكيمياء [72].
تراثه
يعتبر كتاب نهج البلاغة من أهم الكتب التي تحتوي على حكم وأقوال علي بن أبي طالب، كذلك لعلي ديوان شعر يعرف باسم "أنوار العقول من أشعار وصي الرسول" جمعه قطب الدين الكيدري وهو ديوان عجيب النظم بليغ فيه أشعار بقوافي جميع أحرف الهجاء. وله مصحف محفوظ بمتحف صنعاء كتب بخطه
من أقواله:«أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه ، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه» وقد قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان:«قول علي ابن أبي طالب يا مالك إن الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية» وبعد أشهر اقترح عنان أن تكون هناك مداولة قانونية حول كتاب علي إلى مالك الأشتر. اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد مدارسات طويلة، طرحت هل هذا يرشح للتصويت؟ وقد مرّت عليه مراحل ثم رُشِّح للتصويت، وصوتت عليه الدول بأنه أحد مصادر التشريع الدولي.[74][75]
و من شعره:[76]
أشدد حيازيمك للموت فأن الموت لاقيك ولا تجـزع من الموت إذا حـل بواديك
فأن الدرع والبيضة يوم الروع تكفيك كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك
------------------------------------------------------------------- منقول
اغتياله
كان علي يؤم المسلمين بصلاة الفجر في مسجد الكوفة، وأثناء الصلاة ضربه عبدالرحمن بن ملجم [32] بسيف مسموم على رأسه، وينسب الشيعة إليه أنه قال: "فزت ورب الكعبة" [52]، وتقول بعض الروايات أن علي بن أبي طالب كان في الطريق إلى المسجد حين قتله بن ملجم [53] [54]، وظل السم يسري بجسده إلى أن توفي بعدها بثلاثة أيام، تحديداً يوم 21 رمضان سنة 40 هـ [10]. وعبدالرحمن بن ملجم أحد الخوارج كان قد نقع سيفه بسم زعاف لتلك المهمة. ويُروى أن ابن ملجم كان اتفق مع اثنين من الخوارج على قتل كل من معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وعلي بن أبي طالب يوم 17 رمضان [45]، فنجح بن ملجم في قتل علي وفشل الآخران. [54] تولى الحسن والحسين غسل علي بن أبي طالب وتجهيزه ودفنه في النجف [53]. ولقب الشيعة علي بن أبي طالب بعدها بشهيد المحراب. [55]
ويعتقد بعض من المسلمين خاصة في أفغانستان أن جسد علي بن أبي طالب مدفون بالمسجد الأزرق بمدينة مزار شريف بأفغانستان؛ مستندين إلى روايات تقول أن أبو مسلم الخراساني قام بنقل جثمان علي سراً بمساعدة بعض فرسانه إلى تل حمران بقرية بلخ شمال أفغانستان، حتى جاء السلطان حسين بيقرة فبني المرقد الحالي في ذلك المكان عام 1480 حسب الروايات الأفغانية.
ألقابه
من ألقابه:
حيدرة: وتعني الأسد.
المرتضى
أمير المؤمنين: تعتبره بعض الروايات الشيعية أول من لقب بأمير المؤمنين[58], بينما تشير الروايات الأخرى أن عمر بن الخطاب أول من تسمى بأمير المؤمنين[59].
يعسوب المؤمنين، الصديق الاكبر، الفاروق الاعظم، باب مدينة العلم: كما ورد في بعض المصادر وإن كانت ضعيفة عند أهل السنة. [60]
وليد الكعبة: لما ذكر بأنه ولد داخل الكعبة.
شهيد المحراب: لأنه قتل اثناء الصلاة. [55]
ويكنى: [53]
أبو تراب
أبو السبطين
أبو الحسن
أبو الحسنين
أبو الريحانتين
زوجاته وأبنائه
تزوج علي بن أبي طالب فاطمة الزهراء بنت النبي ولم يتزوج عليها في حياتها، جاء في بعض الروايات أن تزويج فاطمة من علي كان بأمر من الله -حسب الرواية- حيث توالى الصحابة على الرسول محمد لخطبتها إلا إنه ردهم جميعاً حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من علي [61]، ويروى لدى أهل السنة أن علياً نوى أن يخطب بنت أبي جهل، فغضبت فاطمة كثيراً وغضب لها أبوها ورفض أن تجتمع بنت عدو الإسلام مع بنت رسول الإسلام كما قال الرسول محمد، فتراجع علي عن الخطبة [62] . وبعد أن توفيت تزوج 8 نساء. وفيما يلي أسماء زوجاته وابنائه : [63] [53]
فاطمة الزهراء بنت محمد بن عبدالله. أم:
الحسن بن علي
الحسين بن علي
المحسن بن علي يعتقد الشيعة أنه مات جنيناً بينما ينكر كثير من السنة وجوده التاريخي
زينب بنت علي
أم كلثوم بنت علي
أم البنين فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابية. أم:
العباس بن علي
عثمان
جعفر
عبدالله
قتلوا جميعًا بكربلاء.
ليلى بنت مسعود بن خالد التميمية.
أم أبي بكر -قتل في كربلاء- وعبيد الله -قتله المختار الثقفي-.
أسماء بنت عميس الخثعمية.
أم يحيى وعون.
أم حبيبة بنت زمعة بن بحر التغلبية.
أم عمر ورقية.
أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية.
أم رملة الكبرى وأم الحسن.
ابنة امرئ القيس بن عدي بن أوس الكلبية.
ولدت له علي ابنة واحدة ماتت صغيرة.
أمامة بنت أبي العاص بن الربيع العَبْشَمِيّة (أي من بني عبد شمس من قريش)، وأمها زينب بنت النبي محمد.
أم محمد الأوسط.
خولة بنت جعفر بن قيس الحَنَفِيّة.
وكانت من سبايا حرب اليمامة. أنجبت له محمداً الأكبر وهو محمد بن الحنفية، سمي بذلك نسبة إلى أمه التي من قبيلة بني حنيفة.
كانت لعلي كثيرٌ من السرايا وقد مات وله ١٩ سَرِيّة.[64]
علمه
عُرف علي بن أبي طالب بعلمه الغزير سواء كانت علوم دينية أو دنيوية [65]. فقد عرف ببراعته في الرياضيات وسرعته في حل المسائل الحسابية [66], كما ذُكر له وصف الذرة [67]. وكان متمكناً من علوم اللغة كالنحو والبلاغة [68]، فكان معلم أبو الأسود الدؤلي[69]. وكان يحث الناس على سؤاله حرصاً منه على نشر العلم [70] [71], بل يروى ان حتى خادمته فضة كانت تعلم علم الكيمياء [72].
تراثه
يعتبر كتاب نهج البلاغة من أهم الكتب التي تحتوي على حكم وأقوال علي بن أبي طالب، كذلك لعلي ديوان شعر يعرف باسم "أنوار العقول من أشعار وصي الرسول" جمعه قطب الدين الكيدري وهو ديوان عجيب النظم بليغ فيه أشعار بقوافي جميع أحرف الهجاء. وله مصحف محفوظ بمتحف صنعاء كتب بخطه
من أقواله:«أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه ، والعلم مخزون عند أهله قد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه» وقد قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان:«قول علي ابن أبي طالب يا مالك إن الناس إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، هذه العبارة يجب أن تعلَّق على كلّ المنظمات، وهي عبارة يجب أن تنشدها البشرية» وبعد أشهر اقترح عنان أن تكون هناك مداولة قانونية حول كتاب علي إلى مالك الأشتر. اللجنة القانونية في الأمم المتحدة، بعد مدارسات طويلة، طرحت هل هذا يرشح للتصويت؟ وقد مرّت عليه مراحل ثم رُشِّح للتصويت، وصوتت عليه الدول بأنه أحد مصادر التشريع الدولي.[74][75]
و من شعره:[76]
أشدد حيازيمك للموت فأن الموت لاقيك ولا تجـزع من الموت إذا حـل بواديك
فأن الدرع والبيضة يوم الروع تكفيك كما أضحكك الدهر كذاك الدهر يبكيك
------------------------------------------------------------------- منقول
رد: علي بن أبي طالب
شكرا يا عبدالله
بس طويييييييييل
ده اللي عاوزه يقراه محتاجله أسبوووووع
بس طويييييييييل
ده اللي عاوزه يقراه محتاجله أسبوووووع
محمد سامي- عضو مميز
- عدد الرسائل : 175
الطاقة :
الأوسمة :
التبادل الإعلاني :
الدعاء :
تاريخ التسجيل : 10/03/2008
رد: علي بن أبي طالب
شكرا ياعبد الله على المعلومات دي
ZIDAN- مشرف عام
- عدد الرسائل : 1026
العمر : 29
المزاج : رااايق
الطاقة :
الأوسمة :
البلد :
المزاج :
التبادل الإعلاني :
الدعاء :
تاريخ التسجيل : 18/06/2008
nono- عضو جديد
- عدد الرسائل : 12
العمر : 29
الطاقة :
التبادل الإعلاني :
الدعاء :
تاريخ التسجيل : 31/12/2008
رد: علي بن أبي طالب
شكرااااااااا
mohamed.sizzer- عضو مميز
- عدد الرسائل : 222
العمر : 29
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق
الطاقة :
البلد :
المزاج :
التبادل الإعلاني :
الدعاء :
تاريخ التسجيل : 27/02/2009
mohamed.sizzer- عضو مميز
- عدد الرسائل : 222
العمر : 29
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : رايق
الطاقة :
البلد :
المزاج :
التبادل الإعلاني :
الدعاء :
تاريخ التسجيل : 27/02/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى